الحـصـار على دولة الإسـلام
2018/06/01م
المقالات
1,362 زيارة
الحـصـار على دولة الإسـلام
بقلم: م. أبو محمد
إن الدولة الإسلامية (دولة الخـلافة) هي الطريقة العملية لاسـتئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسـلامية إلى العـالم. وحـال قيامها – ونرجو اللـه أن يكون ذلك قريبـاً – فإنها لن تملك عصا سحرية لحل ما ستلاقيه من مشاكل داخلية وخارجية، إذ إن حل هذه المشاكل يحتاج إلى جهود جبارة من قبل الجهاز الحاكم، ومن قبل حَمَلَةِ الدعوة الإسلامية، ومن قبـل عامـة المـســلـمـيـن. ذلك أن تطبيق الإسـلام يعنـي أخـذ زمام المبادرة من جميع الدول خاصـة المؤثرة في العالم، ويعني أيضاً تهديد مصالح هذه الدول. وهذا كله يستدعي صـراعاً مريراً مع الدول المتـنفذة في العالم، ناهـيـك عن دولة إسـرائـيـل التـي تـرى فـي دولة الخلافة تهديداً حقـيقـياً لأمنها بل لوجودها، ما سيدفع هذه الدول لاتخـاذ العديد من الإجـراءات لمواجـهـة دولـة الخلافـة، ومـحـاولـة القضـاء عليها، أو على الأقل لإبقـائـهـا دولـة ضـعـيـفـة غيـر مؤثرة، ومن أهم وأخطر الإجراءات المحتملة فرضُ حصارٍ على دولة الخلافة.
ونعني بالحصار هنا:
إجـمـاع دول العـالـم على مقاطعة دولة مـن الدول – وهنـا دولـة الخـلافــة – اقـتـصـادـياً وسياسياً لإرغامها على الامتثال لما يسمى بالشرعية الدولية.
وهذا يعـني حرمـان دولة الخلافـة من تصـدير فائض منـتوجـاتـهـا أو استيراد حاجياتها، كما يعني جعل علاقاتها مع دول العالم فاترة إن لم تقطع، فلا يسمع لها صوت، ولا يعــمــل لـهــا بـرأي، وربـمـا تعـدى الحصار ذلك كله فتملي الدول، وخاصـة المتنفذة منها، إجراءات وشـروطـاً معـيـنـة علـى الدولة حـتـى فـي تسـيـيـر شـؤونهـا الداخـليـة.
لذلك يـجـب علينا – ونحن على أعتاب دولـة الخلافة الراشدة التي وعدنا بها رسول اللـه صلّى اللـه عليه وآله وسلّم، والتي نرجو اللـه تعالى أن يمنّ علينا بإقامـتها عاجلاً – أن نضع دراسة عملية تتضمن حلولاً جذرية لمواجهة هذه المشكلة التي تهدد كيان الدولة وتحاول أن تقضي عليها في مهدها، فنمنع هذه الفكـرة من الظـهـور، فإذا ما ظـهـرت وتقـاطـرت الدول علـى تنـفيذها أن نستعد لـجـعـل آثـارها على الدولة والأمة ضـئـيـلةً، ثـم إذا مـا طبـقـت أن نعـمـل على كسر الحصار والقضاء عليه.
وعليه فإن معالجة هذه الفكرة – المشكلة – ينحصر في ثلاثة أمور:
-
1- كيفية منع فكرة الحصار من الظهور إلى السطح ابتداءً، حتى إذا ما نادت بها بعض الدول، وجدت آذاناً صماء لا تستجيب لندائها عند الدول الأخرى..
-
2- تحضير المجتمع مسبقاً لمعايشة الحصار، وجعله غير مؤثر في المسلمين حال تطبيقه.
-
3- كيفية كسـر هذا الحـصـار والقضـاء عليه إذا ما طبق فعلاً.
ونعرض تالياً بعض الحلول التي نرجو أن تؤمِّن نجاح كل من الأمور السابقة:
الأمر الأول:
كيفية منع فكرة الحصار من الظهور إلى السطح ابتداءً. حتى إذا ما نادت به بعض الدول، وجدت آذاناً صماء لا تستجيب لندائها عند الدول الأخرى:
-
أ- إيجاد عرف عام عالمي ضد فكرة حصار أي دولة واعتبارها فكرة مقيتة ضد الإنسانية.
-
ب- تعرية المنظمات والهيئات الدولية، وبيان جور القرارات التي تتخذها هذه الهيئات حتى لا تجد فكرة الحصار مظلة لها.
-
ج- عدم استفزاز أو استعداء العالم حتى لا تجد الدول ذريعة لفرض الحصار.
-
د- القيام بالمناورات السياسية، ومنح بعض الدول المؤثرة بعض المصالـح التـجـاريـة – فـي حدود ما يجيزه الشـرع – وعقد اتـفـاقـيـات اضـطـراريـة معـهـا إذا لزم الأمر مع بعـض هذه الدول وذلك لتقف هذه الدول فـي المـحـافـل الدوليـة ضد فكرة الحصـار، كي لا تلتـزم بالحـصـار إذا ما نادى به أحد.
هـ – إحسان تنفيذ فكرة ضم المناطق الأخرى إلى الدولة الإسلامية.
-
و- التلويح بضرب مصالح الدول التي تفكر بفرض الحصار وذلك في كل مكان في العالم.
الأمر الثاني:
تحضير المجتمع مسبقاً لمعايشة الحصار، وجعله غير مؤثر في المسلمين حال تطبيقه:
-
أ- تعبئة الأمة معنوياً على الأساس العقائدي بحيث تكون قادرة صابرة على تحمل كافة الصعاب الناجمة عن الحصار.
-
ب- العمـل الـفوري علـى تنـمية الموارد الزراعية والصناعية واتخاذ ما يلزم من إجراءات اقتصادية (زراعية وصناعية) لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
-
ج- ترشيد الاستهلاك وتحويل التصنيع والإنتاج من الكماليات إلى الأساسيات والضروريات بالمفهوم الواسع للأساسيات والضروريات.
-
د- ضم مناطق أخرى لدولة الخلافة تتميز بوفرة مواردها وذلك لتلبية احتياجات الدولة.
هـ – تشجيع المسلمين بمن فيهم الشباب ومؤيديهم لجلب البضائع الأساسية والضرورية وتخزينها داخل الدولة والمناطق المجاورة لها لاستعمالها عند الضرورة.
الأمر الثالث:
كيفية كسـر هذا الحصـار والقضـاء عليه إذا ما طبق فعلاً:
-
أ- القيام بالمناورات السياسية لكسر الحصار.
-
ب- حـثّ المـسـلـمـيـن الموجودين في العالم الغربي للضـغـط علـى الـحـكـومات من أجل فك الحصار.
-
ج- تحريك الشعوب الإسلامية للخروج على حكامها من أجل عدم الالتزام بالحصار، وللعمل على كسره وكذلك من أجل الانضمام إلى دولة الخلافة.
-
د- إبقاء حدود دولة الإسلام مفتوحة أمام جميع المسلمين، وإغراء التجار المسلمين وغيرهم بجلب البضائع إلى الدولة.
-
ه- تـحـدي الـحــصـار وعـدم الانصـياع للدول المحاصرة.
-
و- ضرب مصالح الدول التي دعت إلى فرض الحصار وذلك في كل مكان من العالم.
-
ز- توسيع رقعة الدولة بضم مناطق أخرى إلى دولة الإسلام لزيادة الموارد للدولة، وحتى يصعب على الدول المحاصرة تطبيق الحصار.
-
ح- عقد المعاهدات الاضطرارية إذا لزم الأمر لتلبية رغبات بعض الدول المؤثرة لتعمل هذه على كسر الحصار.
نرجـو اللـه تعالـى أن يـمـنّ علـينا بنصر من عـنـده وأن يكـون إعـلان دولـة الخلافة قريباً وأن يـحمي هذه الدولة الراشـدة ويبعد عنها كـيـد الكـائـديـن ومؤامـرات الغـادريـن إنه سميع مجيب q
2018-06-01