خبر الآحاد بين العمل والاعتقاد
2018/05/31م
المقالات
1,736 زيارة
خبر الآحاد بين العمل والاعتقاد
جاء في (نيل الأوطار) للشوكاني الجزء الثاني تحت عنوان: (الرخصة في اللباس الجميل واستحباب التواضع فيه وكراهة الشهرة والإسبال) ما يلي:
«عن ابن مسعود قال قال: رسول الله r لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ مَنْ كانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ من كبر، فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسناً، قال إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق وغمص الناس».[رواه أحمد ومسلم] (قال النووي) واعلم أن هذا الاسم: (الله جميل) ورد في هذا الحديث الصحيح ولكنه من أخبار الآحاد وقد ورد أيضاً في حديث الأسماء الحسنى وفي إسناده مقال، والمختار جواز إطلاقه على الله. ومن العلماء من منعه، قال إمام الحرمين: ما ورد الشرع بإطلاقه في أسماء الله تعالى وصفاته أطلقناه، وما منع الشرع من إطلاقه منعناه، وما لم يرد فيه إذن ولا منع لم نَقْضِ فيه بتحليل ولا تحريم، فإن الأحكام الشرعية تُتَلقّى من موارد الشرع. ولو قضينا بتحليل أو تحريم لكنا مثبتين حكماً بغير الشرع (انتهى). وقد وقع الخلاف في تسمية الله ووصفه من أوصاف الكمال والجلال والمدح بما لم يرد به الشرع ولا منعه فأجازه طائفة ومنعه آخرون إلا أن يرد به شرع مقطوع به من نص كتاب أو سنة متواترة أو إجماع على إطلاقه، فإن ورد خبر واحد فاختلفوا فيه فأجازه طائفة وقالوا: الدعاء به والثناء من باب العمل وهو جائز بخبر الواحد، ومنعه آخرون لكونه راجعاً إلى اعتقاد ما يجوز أو يستحيل على الله تعالى وطريق هذا القطع، قال القاضي عياض: والصواب جوازه لاشتماله على العمل ولقول الله تعالى: ]وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا[ (انتهى) q
2018-05-31