الإعلام الغربي كعادته يعالج قضايا المسلمين من منظور غير المنظور الذي يعالج فيه قضايا غيرهم فحينما سقط ماركوس على يد أميركا تركز الشحن الإعلامي على ترف ماركوس وتبذيره للأموال وكثرة الثياب والأحذية التي تملكها زوجته وأشفق الإعلام الغربي على شعب الفلبين الذي ذهب ضحية ماركوس في تبديد ثروته ولم يتطرق الإعلام الغربي إلى الشعب الفلبيني بسوء. مثال آخر في بنما حيث خططت أميركا للإطاحة بنورييغا. لأسباب سياسية فقامت أميركا بوضع كل عيوب الخلق في شخص نورييغا واتهمته بأنه أكبر تاجر مخدرات (بغض النظر عن صدق هذا الاتهام أو كذبه) فإن الإعلام الغربي المهيمنة عليه أميركياً لم يتطرق إلى شعب بنما بسوء بل صوّره الإعلام على أنه ضحية تاجر المخدرات وشهواته.
الإعلام نفسه كيف تعاطى مع الغزو الصليبي للخليج؟
فبدل أن يركز الإعلام على شخص الرئيس صدام أو على شخص الشيخ جابر وفهد وأبو عمار الخ قام الإعلام كما نشرت الصحف على (العراقي، الكويتي، السعودي، الفلسطيني، والعربي، والمسلم). فقال الإعلام عن (العراقي) بأنه لص وغاز، (والكويتي) بأنه مبذر مسرف وجبان ومتخل عن (وطنه)، وأما (السعودي) فظهر في صورة المستعين على أخيه بالأجنبي [بينما فهو هو الذي استعاده] ومبذر للأموال على موائد القمار [بينما آل سعود وبعض الفاسقين من حولهم هم المقامرون]، أما (المصري) في نظر الإعلام الغربي فهو الذي يتولى «الندب» والفتى الذي يروج (للقبضاي) الأميركي، يدور في الحارات يتحدث عن «السوبر مان» الأميركي. أما عن (الفلسطيني) فقد صوره الإعلام بأنه مارق ومنافق وغدار ولم يتطرق الإعلام إلى قادته.
هذا الإعلام الغربي حينما يتصدى لقصة مشينة حصلت في الغرب في أو الشرق فإنه يقول عن مرتكبها بأنه عربي مسلم، أو ذو ملامح عربية أو يتمتع (بسحنة) شرق أوسطية، أما حينما يتعلق الأمر بأمر فيه إبداع وتفوق فإن الإعلام يحدد البلد والقرية التي ينتمي إليها ذلك المبدع ويفصله عن أمته ومحيطه، وكذلك يفعل الإعلام العربي مع أهل فلسطين وكأنه يلبي توجيهات أسياده، فحينما يتعلق الأمر بالتصدي لليهود العدو الأول يقول «المقامرون العرب» في فلسطين المحتلة «قتل مواطن عربي وجُرح آخر» أما حينما يتعلق الأمر بجريمة وقعت كما تقع في كل مكان من الدنيا، أو يتعلق الأمر بانحياز أبو عمار إلى حاكم لا ينسجم مع هذا الحاكم أو ذاك فيتحول اسم «المقامرون العرب أو أطفال الحجارة العرب يتحول إلى «الفلسطينيون» أو يقولون لقد اكتشف الجاني وفوجئنا بأنه «فلسطيني» يا للعار!. نعم هذا هو الإعلام العربي الذي ينقل عن الغربي طبق الأصل. وبعد أليس من حقنا بأن نقول أن الإعلام العربي تفوح منه رائحة الصليبية؟!¨