في مقابلة أجراها معه التلفزيون الفرنسي ودامت أكثر من ساعة يوم 17/12/89 أدلى الملك بآراء غريبة من نوعها حول اللباس الشرعي للمرأة المسلمة أو ما يسمى (الحجاب) وقال إنه طلب من السفير المغربي في فرنسا الإيعاز للفتيات المغربيات أن لا يرتدين (الحجاب) وأضاف أن الشريعة الإسلامية لا تطالب بارتداء الحجاب من قبل المرأة وأن بناته يمارسن السباحة ويقمن بلعب الرياضة وهن يرتدين ملابس قصيرة وأضاف أن ليس هناك شيء يبرر إخضاع المرأة، وأنه ـ أي الملك ـ لا يشعر بالاخوة تجاه المسلمين غير المتسامحين، ولكن الملك رفض الإجابة عن سؤال يتعلق بالإجابة عن إطلاق السجناء في المغرب، ولم ينفرد التلفزيون الفرنسي بنشر هذه الفضائح الملكية التي تطال عرضه وعرض المسلمين بل شاركت في النشر أيضاً الإذاعات العالمية الناطقة بالعربية وباقي اللغات وكذلك رددت كلامه العديد من الصحف والمجلات!! هذا ولقد تناسى الملك كل الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة وأنها عرض يجب أن يُصان، وتناسى أن سبب القضاء على يهود بني قينقاع في المدينة المنورة كان بسبب قيام صائغ يهودي بكشف جزء يسير من جسم امرأة مسلمة (أقل بكثير مما يكشفه لباس السباحة أو لباس التنس) فكان أن قُتل ذلك اليهودي وحوصر بنو قينقاع ووقع بهم حكم الله. واليهود هم من نفس النوعية التي يستقبلها الملك عنده في المغرب، وهم أنفسهم الذين قاموا باحتلال أرض المسلمين في فلسطين وطردِ أهلها وارتكاب مجازر بحقهم بداءً من دير ياسين مروراً ببحر البقر وصبرا وشاتيلا وانتهاء بالمجازر الدائرة الآن في الضفة وغزة، وهم الذين دمّروا مقر منظمة التحرير على مقربة من الملك، وهم الذين دمروا المفاعل النووي العراقي قبل أعوام، وهم الذين يجربون كل سلاح حديث في أطفال المسلمين في لبنان بواسطة طائراتهم ومدفعية عملائهم، فهلاّ أقلع هذا الملك عن السمسرة لهم منذ أيام أنور السادات وحتى هذه الأيام التي تزخر بالعديد من السادات الظاهرين والمقنّعين، وهلاّ أقلع عن إصدار فتاواه التي لا تمتُّ إلى الإسلام بصلة؟ وإذا كان الملك يفاخر بكشف عروة بناته في السباحة والرياضة فإن المسلمين لا يقبلون بذلك ويعتبرون ذلك حراماً وعاراً يطال جميع المسلمين، لأن دم المسلمين واحد، وعرضهم واحد «يسعى بذمّتهم أدناهم وهُم يَدٌ على مَنْ سِواهُم» ولا تزال صرخة المرأة التي استنجدت بالمعتصم ماثلة في أذهانهم، تلك التي لا مَسَتْ نخوة المعتصم ولكنها لم تُرمس سَمْع الملك المغربي.