صحفي:
لم تعد قصة سلمان رشدي وكتابه السيئ بخافية على أحد في كل أقطار الدنيا، لذلك لا تعتبر الكتابة عنه ـ بعد هذه الضجّة الإعلامية ـ نوعاً من الدعاية له ولكتابه، والملفت في هذا الضجيج الذي أثير حول قصة هذا الكتاب يُستشفّ منه ما يلي:-
أولاً: أن الكاتب المأجور قد يكون مدفوعاً لكتابة هذا الكتاب من قبل أجهزة النظام الإنجليزي لاستغلال ذلك سياسياً. ثانياً: لوحظ تغطية إعلامية كثيفة لهذا الكاتب وإثارة قصته في كل نشرة أخبار من قبل إذاعة لندن الناطقة بالعربية، وهذا يؤكد أن إنجلترا تريد استغلال هذه القصة لأمرٍ ما. ثالثاً: لوحظ استغلال أميركا أيضاً لهذه القصة واستثمارها لتحقيق غرض ما. رابعاً: تبيّن من تعليقات الإنجليز على ردة فعل إيران والتي طالبت بإعدام الكاتب، أن إنجلترا أرادت إلصاق صفة الإرهاب بإيران، وإعادة تخويف الرأي العالم العالمي من إيران، وأنها غير جادة في الالتزام بالمقاييس التي وضعها الغرب للتعامل الدولي. خامساً: تبيّن أن أميركا تريد استثمار هذه القصة لتوسيع الهوّة بين إيران وإنجلترا وذلك بغية تأخير التطبيع الكامل للعلاقات بينهما أو إلغاء تلك العلاقات تماماً. سادساً: لوحظ استغلال الإنجليز لهذه القصة لإثارة الاضطراب في وجه بنازير بوتو في باكستان. سابعاً: أن هذا ليس أول كتاب يهاجم الإسلام عدا عن الأفلام والمسلسلات والصحف والمجلات الغربية التي تهاجم الإسلام، فما مبرر هذه الضجة سوى الاستغلال السياسي الرخيص الذي ذكرناه؟ ثامناً: لوحظ تجاوب الاحتياطي الفكري الغربي مع الضجيج وتضامنه مع الكاتب حيث وقف نجيب محفوظ صاحب الجائزة الغربية مدافعاً عن الكاتب بوصفه لحكم الإعدام الصادر بأنه «إرهاب» وهذا ليس مستغرباً من كاتب أساء هو نفسه للإسلام في روايته «أولاد حارتنا». فهل يعتقد المروّجون أن خداعهم ينطلي على الجميع؟.