الاستهزاء بالعقول
1988/12/05م
المقالات
1,987 زيارة
أسرة «الوعي»
يوم الأربعاء 30/11/88 أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قراراً بأكثرية 151 صوتاً تطالب أميركا بإعطاء تأشيرة دخول إلى ياسر عرفات، وأمهلتها 24 ساعة. ولما رفضت أميركا الطلب اجتمعت الجمعية العمومية يوم الجمعة 02/12/88 وأصدرت قراراً بأكثرية 154 صوتاً بنقل مقر الأمم المتحدة إلى جنيف بين 13 و15 كانون الأول 88 من أجل تمكين ياسر عرفات من إلقاء خطاب وحضور مناقشات قضية فلسطين.
مسكينة أميركا، بعد أن كانت الدولة العملاقة الأولى في العالم، ها هي معزولة ومنبوذة من جميع دول العالم، لم تجد من يقف معها إلا إسرائيل، ووقفت إنكلترا على الحياد فعزلت نفسها هي الأخرى.
في خلال 48 ساعة تصدر الأمم المتحدة قرارين اجماعيين بإدانة أميركا لأنها خالفت اتفاقية المقر وبنقل هذا المقر مؤقتاً من نيويورك إلى جنيف كرمى لعيون عرفات.
هل صحيح أن أميركا وصلت إلى هذا الحضيض من العزلة والاحتقار والضعف؟ أو أنها تمرّر خطة من خلال هذه التمثيلية مستخفة بالعقول!
ولماذا لا يكشف أصحاب العقول والأفهام من ساسة العالم ومعلقيه هذا التمثيل وهذا الاستهزاء، أم تراهم انطلت عليهم الخدعة.
نحن نفهم أن أميركا تريد إعطاء شيء من التلميع لياسر عرفات من جهة، وتريد أن تضغط على إسرائيل واليهود بأن تقول لهم: كفاكم عناداً، فنحن لم نعد قادرين على مسايرة مواقفكم، انظروا كيف أصبحنا مدانين ومعزولين من أجلكم.
1988-12-05