سوريا بين جون كيري وجون ماكين

سوريا بين جون كيري وجون ماكين

قال السيناتور جون كيري أثناء جلسة استماع للكونغرس قبل تنصيبه وزيراً للخارجية الأميركية «إن الرئيس السوري بشار الأسد فوَّت فرصة تاريخية، وإن عليه أن يتنحَّى اليوم، وإن ذلك يتم من خلال إقناعه أن لا مفر من رحيله، وعبر التنسيق مع الروس والأطراف الدولية من أجل تأمين انتقال منظم للسلطة».

وسألته السناتور جين شاهين «ما المرحلة النهائية لسورية، ماذا يحصل للأسلحة الكيماوية في حال سقوط الأسد؟ رد كيري بالقول: «سياسة الرئيس واضحة، لدينا دلائل إنهم يستخدمون، أو سيستخدمون (الأسلحة الكيماوية)، والإدارة تعد خطط طوارئ مع الحلفاء في المنطقة ومع تحالف الأطلسي».

تدخل السناتور جون ماكين الذي يؤيد تدخلاً أميركياً في سورية، قائلاً: «في سورية نزرع الريح، وسنحصد العاصفة، والعاصفة ستكون عندما ينتشر تنظيم القاعدة». مضيفاً «يمكننا فعل المزيد من دون إرسال جنود على الأرض لإيقاف هذه المجزرة، وإلا سيحكم علينا التاريخ، وأحثُّك على البحث عن طريقة مختلفة للتعامل مع الوضع».

أجابه كيري: «جون..أريد أن أقول لك إن ما يقلقني هو أنه إذا انهارت الدولة، لا أحد يعرف كيف يعيدها، وسيكون لدينا خطر أكبر مع الأسلحة الكيماوية» ووجه كيري أصابع الاتهام إلى دعم من أطراف خليجية لجبهة النصرة، التي ضمتها الإدارة الأميركية إلى لائحة الإرهاب، وقال «إن هؤلاء (الخليجيين)لا يترددون في إرسال الأسلحة إليها، والنصرة دخلت المعادلة، والحركة على الأرض أسرع من حركة السياسة، وهو ما يعقد الأمور أكثر، وما يقلقني أيضاً هو عمق الانقسام الطائفي، السنة، الشيعة، وآخرون، 74 في المئة من سورية مسلمون (سنة)، العلويون 13 في المئة، المسيحيون 10 في المئة، الدروز 3 في المئة. هذه هي المخاطر، ولا يمكن لأحد القول كيف ستتجه الأمور!؟ ولكن بغض النظر عن توجهاتنا الحزبية، علينا التفكير بمصلحة الولايات المتحدة وبمصلحة أصدقائنا كـ(إسرائيل)، وأن نتوصل إلى معادلة يمكن تطبيقها.

ختم ماكين: «أعلم أن كل يوم في سورية هو إلى الأسوأ، لذا يبدو لي أن السياسة الحالية لا تعمل وعلينا أن نفكر في احتمالات أخرى، وسأقدر كثيراً لو قمت أنت بانتهاج سياسة جديدة.» هكذا يؤكد كيري حقيقة يغض الطرف عنها كثيرون، ألا وهي أن نزيف أهل سوريا مستمر لارتباطه بمناورات أميركا للحفاظ على نفوذها في سوريا، وذلك من خلال مفاوضات تدور بين ممثلين عن الشعب مع ممثلين عن النظام، ليشكلوا حكومة من الطرفين تمثل قوى أجهزة الأمن والجيش الحالية المرتبطة بأميركا عمادها.