متى تنتهي أكذوبة “الإرهاب الإسلامي” في الغرب؟
أعلن مصدر قضائي فرنسي في 20/03/2016م أنّ الفرنسي زياد بن بلقاسم “المتطرف” الذي اعتدى على جندية فرنسية في مطار أورلي بباريس قبل أن يُقتل، كان تحت تأثير الكحول والمخدرات. وأوضح المصدر أن التحاليل التي “أجريت على بلقاسم أظهرت أن مستوى الكحول يبلغ 0.93 غرام لكل لتر في دمه، مع وجود (أثر) للقنب والكوكايين. كما كشفت التحقيقات أن بلقاسم (39 عامًا) لديه سوابق عدة في السرقة والسطو قد أصبح “متطرفًا إسلاميًا” في السجن، إذ قال حسبما نقل عنه، إنه مستعد “للاستشهاد” في سبيل الله، وذلك لدى مهاجمته الجندية التي كانت ضمن دورية في المبنى الجنوبي من المطار! كما أفادت التحقيقات أن منفذ الهجوم غير مدرج على قائمة الإرهاب، لكنه معروف لدى الجهات الأمنية بارتكابه أعمالًا جنائية (44 قضية)، وكان تحت المراقبة القضائية بحكم محكمة النقض في باريس بعد عملية سطو مسلح، كما أن بداياته الإجرامية تركزت على مداهمة البنوك والمكاتب.
يذكر أيضًا أن وزارة الداخلية الفرنسية صرحت سابقًا أن السائق الفرنسي التونسي الأصل محمد لحويج بوهلال الذي قام العام السابق بدهس محتشدين بشاحنته في مدينة نيس الفرنسية وقتل منهم 84 شخصًا لم يكن عضوًا ناشطًا في أي جماعة جهادية لكنه تحول للتشدد بشكل شديد السرعة. في نفس الوقت أكدت عدة تقارير صحفية أن للحويج تاريخًا مليئًا بالعنف والاختلال العقلي. فيما قال جيرانه إنه كان “يفضل الوحدة دومًا ويتسم بطابع عنيف ويحب رفع الأثقال ورقص السالسا ويعاقر الخمور وأن أحدًا لم يره يذهب إلى المسجد القريب”. وقد تورط لحويج في بعض الجرائم الصغيرة خلال الأعوام الستة المنصرمة كما تلقى حكمًا قبل 4 أشهر من محكمة فرنسية بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ بسبب مهاجمة سائق دراجة بخارية بعصى خشبية.
في نفس السياق، عرضت قناة الجزيرة برنامجًا حول تنظيم الدولة في بلجيكا، أبرزت فيه مجموعة من الأدلة التي تؤكد غض قوى الأمن النظر المتعمد عن تجنيد عدد من الشباب في صفوف تنظيم الدولة، ورصد البرنامج عدة حالات تتحدث عن دور غامض للأمن البلجيكي في هذا الملف، حيث أكدت إحدى أمهات المقاتلين أنها أبلغت شرطة مكافحة الإرهاب عن ابنها فقالوا لها “لا تقلقي”، من ناحيته ذكر فؤاد حيدر نائب رئيس برلمان بروكسل “لقد تلقت الشرطة البلجيكية عدة طلبات من الأهالي بمنع أبنائهم من الذهاب لسوريا، لكنها كانت ترد بعدم إمكانية ذلك!” كذلك رصد البرنامج وجود عدد لا يستهان به من المجندين من ذوي الأسبقيات الجنائية قد التحقوا بالتنظيم، ومن بينهم عبد الحميد أبا عود البلجيكي من أصول مغربية، وهو المسؤول الأول في الخلية التي نفذت هجمات باريس. وكذلك الأخوان إبراهيم وصلاح عبد السلام اللذان أُغلقت حانة كانا يديرانها بتهمة الترويج للمخدرات، وذلك قبل ثمانية أيام فقط من يوم باريس الدامي، الذي اعتبرا المخططين الأساسيين له.
الوعي: ما من شك بأن سياسات الغرب وجرائمه كثيرة وكبيرة بحق المسلمين، وهي بحاجة لرد حاسم يردع دوله عن الاستمرار في تلك السياسات العدوانية، ويكون ذلك ابتداء بخلع عملائه من الحكام في بلاد الإسلام وباقتلاع نفوذه وكف يده عن التحكم في مصائر أمتنا ومقدراتها. أما تلك العمليات التي تنال من المدنيين سواء في لندن أم باريس أم بروكسيل أم غيرها، فإنها فضلًا عن كونها مثيرة للريبة، وتحوم حول القائمين بها كثير من الشكوك، فإن من شأنها تبرير سياسات الغرب الظالمة أمام شعوبه بحق المسلمين في بلادهم، وبتشديد الخناق عليهم في دول الغرب، إضافة إلى ترسيخ كراهية الغربيين للإسلام وتشويهه.